أصبح تطبيق تيك توك اليوم من أكثر المنصات استخدامًا في المملكة العربية السعودية، حيث تشير الإحصاءات الحديثة إلى وجود أكثر من 35 مليون مستخدم للتطبيق في السعودية مطلع عام 2024.

هذه الأرقام تعني أن نسبة انتشار التطبيق تتجاوز عدد السكان البالغين في المملكة (أكثر من 100% من الفئة المؤهلة للعمر) – وهي من أعلى النسب عالميًا.

في ظل هذا الانتشار الواسع، برز مشاهير تيك توك السعوديين كقوة مؤثرة في تشكيل توجهات الجمهور، خاصة الشباب، وأصبحت فيديوهاتهم جزءًا من الثقافة الرقمية اليومية.

هؤلاء المؤثرون السعوديون لا يجذبون ملايين المتابعين فحسب، بل يحظون أيضًا بمستويات تفاعل عالية وثقة كبيرة من الجمهور؛ إذ يفضل 70% من المستهلكين في السعودية توصيات المؤثرين على الإعلانات التقليدية.

هذا التأثير اللافت جعل أشهر حسابات تيك توك في السعودية محط اهتمام العلامات التجارية التي تسعى للتواصل مع جمهورها بأساليب عصرية وفعّالة.

مشاهير تيك توك في السعودية ينتمون لمجالات مختلفة ومتنوعة، مما يضفي ثراءً على المحتوى المقدم ويلبي اهتمامات شرائح واسعة من المجتمع.

سنستعرض فيما يلي أبرز فئات المؤثرين على تيك توك في المملكة – من نجوم الكوميديا والترفيه إلى خبراء الجمال والموضة مرورًا بصنّاع المحتوى العائلي والتعليمي والتقني وحتى الأطفال – مع ذكر أهم الأسماء في كل مجال، وما يميز محتواهم، ولماذا نجحوا في حصد هذا التأثير الكبير.

كما سنحلل كيفية استفادة الشركات والعلامات التجارية من التعاون مع المؤثرين السعوديين، وأخيرًا سنبيّن بعض الاستراتيجيات التجارية مثل شراء متابعين تيك توك في السعودية بشكل حقيقي وآمن أو توظيف المؤثرين للوصول إلى الجمهور المستهدف.

فئة الكوميديا والترفيه

تزخر منصة تيك توك السعودية بصنّاع محتوى كوميدي قادرين على رسم الابتسامة على وجوه الملايين عبر مقاطع قصيرة ومرحة. تعكس فيديوهاتهم جوانب من الحياة اليومية بأسلوب فكاهي عفوي يجعل المتابعين يشعرون أنهم جزء من القصص.

من أبرز هؤلاء ميتّو الشامسي (@iimeeto) الذي يُعد نجم الكوميديا السعودي على تيك توك دون منازع. استطاع ميتو جذب أكثر من 18.5 مليون متابع لحسابه وحصد ما يفوق 539 مليون إعجاب على مقاطعه، بفضل أسلوبه الساخر والعفوي في تناول مواقف الحياة اليومية.

حصد ميتو عدة جوائز كأفضل صانع محتوى كوميدي في الشرق الأوسط لأربع سنوات متتالية (2019–2022) تقديرًا لموهبته الفطرية في صناعة الضحك.

لا يقتصر محتواه على السخرية من المواقف اليومية، بل يشارك أيضًا في التحديات والرقصات الرائجة بروح مرحة، مما جعل جماهيريته وشعبيته في تصاعد مستمر.

نجم كوميدي آخر لامع هو مروان سلمان (@meeeero) الذي اشتهر بتقديم المقالب والمواقف الطريفة مع أصدقائه. يمتلك مروان أكثر من 3.2 مليون متابع على تيك توك ونحو 78 مليون إعجاب، ويتميز بحس فكاهي يظهر جليًا في المقالب التي يصنعها وردود الفعل العفوية التي يلتقطها في فيديوهاته.

بدأ مروان مسيرته على تيك توك بعد تجربة مجالات فنية أخرى، لكنه وجد في المنصة البيئة الأنسب لإبراز روح الدعابة لديه وتحقيق شهرة واسعة خلال فترة وجيزة.

يجذب محتواه التفاعلي جمهورًا كبيرًا ويتداول مقاطعه الآلاف نظرًا لقدرتها على إضحاك المشاهدين وإشراكهم في نفس الوقت.

إلى جانب هذين الاسمين، هناك أيضًا صناع محتوى كوميدي بارزون مثل أبو علوه (Abu Alwa) الذي يقدم اسكتشات مضحكة باللهجة المحلية ويطمح للوصول إلى مليون متابع قريبًا، وهادي الخضري الذي اشتهر بمقاطعه الكوميدية لدرجة أنه فاز بجائزة تيك توك للمحتوى الترفيهي لعام 2024 تقديرًا لإبداعه.

تعكس شعبية هذه الأسماء وغيرها كيف أصبح المحتوى الكوميدي والترفيهي عنصرًا أساسيًا على تيك توك، وكيف نجح المؤثرون السعوديون عبر خفة ظلهم وملامستهم واقع الناس اليومي في تكوين روابط قوية مع الجمهور.

فئة الجمال والموضة

يشهد مجال الجمال والموضة حضورًا لافتًا للمؤثرات السعوديات اللواتي يقدمن محتوى يجمع بين الاستعراض الإبداعي والنصائح المفيدة، واستطعن تكوين قاعدة جماهيرية كبيرة تثق بآرائهن في منتجات التجميل والأزياء.

من أبرز هذه الأسماء خديجة أشرف (@dooja) التي يتابعها حوالي 3.8 مليون شخص على تيك توك. تركز خديجة في محتواها على مشاركات من حياتها اليومية فيما يخص العناية بالبشرة والمكياج، فتقدم نصائح صادقة ومراجعات للمنتجات المختلفة، إلى جانب مقاطع تشارك فيها بتحديات مسلية مرتبطة بعالم الجمال.

هذا المزيج من الخبرة في التجميل والعفوية في مشاركة تفاصيل حياتها أكسب خديجة شعبية واسعة داخل المملكة وفي الخليج، وجعل متابعيها يعتبرونها مرجعًا موثوقًا لكل ما هو جديد في عالم الموضة ومستحضرات التجميل.

وتبرز أيضًا مروج الرحيلي كإحدى أشهر الفاشينيستات السعوديات في مجال الموضة، فرغم إقامتها في الإمارات إلا أنها سعودية الأصل وتعد شخصية مؤثرة تدير متجرها الخاص للأزياء.

تُظهر مروج، المولودة في جدة عام 1991، شغفًا كبيرًا بالموضة عبر منصات التواصل حيث تشارك متابعيها أحدث الصيحات في الملابس والإكسسوارات وتقدم نصائح تنسيق الأزياء بأسلوب احترافي وجذاب

نجاح مروج وغيره من مؤثرات الجمال والموضة السعوديات أثمر عن تأثير فعلي في سوق التجميل المحلي؛ فكثيرًا ما تؤدي توصياتهن إلى رواج المنتجات وزيادة المبيعات.

حتى أن بعض المنتجات تنفد من الأسواق خلال ساعات بعد أن تروّج لها إحدى نجمات التجميل السعوديات، مما يعكس مدى قوة تأثيرهن وثقة المتابعين بهن.

فئة العائلة والمحتوى الأسري

يحظى المحتوى الأسري والعائلي بجاذبية خاصة على تيك توك السعودية، إذ يجد الجمهور متعة في متابعة يوميات العائلات والأزواج عند مشاركتها بطريقة مرحة أو مؤثرة.

كثير من مشاهير التيك توك السعوديين في هذا المجال يسلطون الضوء على الحياة العائلية والتقاليد بقالب ترفيهي يمزج الضحك والفائدة، ما يجعل المتابعين يشعرون بالألفة وكأنهم جزء من الأسرة.

مثال بارز على ذلك الثنائي مهند وحسناء (Muhand & Hasnaa)، وهما زوجان سعوديان يوثّقان لحظاتهم اليومية وتجاربهم في الحياة الزوجية عبر فيديوهات دافئة وكوميدية تعكس انسجامهما.

يركز محتواهما على مواضيع الزواج والعائلة والعادات الاجتماعية، وغالبًا ما يتضمن مقاطع طريفة عن المواقف التي يمران بها كشريكين، بالإضافة إلى مشاركتهما في تحديات ترندية بطريقة تتناسب مع البيئة العائلية المحافظة.

وقد حقق حساب “This is us✨” الخاص بهما على تيك توك شعبية معتبرة مع ما يقارب 640 ألف متابع حتى الآن، وأكثر من 9 ملايين إعجاب، مما يدل على حب الجمهور لهذا النوع من المحتوى الذي يجمع بين الترفيه والقيم الأسرية.

إلى جانب المحتوى الخاص بالأزواج، نجد أيضًا عائلات سعودية تشارك تفاصيل حياتها مع أبنائها بشكل مسلٍ وهادف.

فبعض الآباء والأمهات ينشئون حسابات مخصصة لإبراز مواهب أطفالهم أو مواقف طريفة يمرون بها في التربية، مما يخلق جوًا عائليًا يتفاعل معه المتابعون من مختلف الأعمار.

على سبيل المثال، هناك عائلات تقدّم اسكتشات تمثيلية بسيطة يشارك فيها الأبناء الصغار، أو أمهات يشاركن نصائح تربوية يومية عبر مشاهد تمثيلية كوميدية.

هذا النوع من المحتوى يحظى برواج لأنه يعكس واقع الكثير من الأسر السعودية بشكل مرح، ويطرح المواقف اليومية المعتادة (مثل تحديات التربية أو مفارقات حياة الآباء والأمهات) بقالب يستطيع الجميع الارتباط به.

وهكذا نجح صنّاع المحتوى العائلي في بناء جسور من المودة مع جمهورهم، وأصبحوا وجهات مفضلة للمتابعة خصوصًا لدى الفئات الأكبر سنًا نسبيًا أو المتزوجين الذين يجدون في تلك المقاطع انعكاسًا لتجاربهم الخاصة.

فئة المحتوى الترفيهي العام (رقص وموسيقى ورياضة وتحديات)

يشمل المحتوى الترفيهي على تيك توك طيفًا واسعًا من الفيديوهات التي لا تقتصر على نوع محدد، بل تضم كل ما هو ممتع وجاذب للمشاهد – من رقص وموسيقى وتمثيل إلى تحديات منوعة ورياضة وطعام وغيرها. تمتاز السعودية بوجود مؤثرين بارعين في ركوب الموجات الرائجة وصناعة التريند بأنفسهم.

إحدى هؤلاء هي سارة ميلاد (@sarahhmiladd)، التي تعد مثالاً للمؤثرة الشاملة ذات الحضور الترفيهي المتنوع.

بدأت سارة نشاطها على تيك توك منذ 2018، وخلال سنوات قليلة جمعت حوالي 7.5 مليون متابع على منصتها وأكثر من 93 مليون إعجاب. تقدم سارة مزيجًا من مقاطع الرقص الكوميدي والتحديات المرحة التي تبث فيها طاقتها الإيجابية، وقد أحبها الجمهور لشخصيتها العفوية وحيويتها الدائمة.

بفضل هذا المحتوى الخفيف والقريب من القلب، أصبحت سارة من الأسماء التي يتفاعل معها الشباب السعودي بشكل كبير، وهي دائمًا ما تحفّز متابعيها على المشاركة في التحديات الرائجة مما يزيد انتشار مقاطعها.

أما في مجال المحتوى الرياضي، فقد برز حساب “همكس” (hemex_7) كأحد أشهر صناع المحتوى الرياضي على تيك توك في السعودية. يختص همكس بتغطية أخبار كرة القدم وتقييم أداء اللاعبين والفرق، وقد وصل عدد متابعيه إلى 3.7 مليون متابع متفاعل.

يشارك همكس highlights المباريات وآراءه حول الانتقالات والنجوم العالميين، مما جلب له قاعدة جماهيرية كبيرة من عشاق الكرة الذين يتابعون مقاطعه بشغف. وقد تُوّج هذا النجاح بحصول محمد همكس مؤخرًا على جائزة أفضل صانع محتوى رياضي لعام 2024 في حفل TikTok Awards بدبي، تأكيدًا لمكانته كأحد أبرز المؤثرين في المجال الرياضي على مستوى المنطقة.

وفي السياق ذاته، يبرز أبو مشعل كعاشق لكرة القدم يشارك جمهوره تحليلات طريفة للمباريات وتشجيع تفاعلي للأندية.

لا يقتصر الترفيه على الرياضة والرقص، فهناك أيضًا نوع آخر رائج جدًا هو تحديات مزامنة الشفاه والتمثيل القصير. من الأمثلة الناجحة هنا مطلق سلطان الذي اشتهر بمقاطع Lip-sync المتقنة لمقاطع الأفلام والأغاني.

استطاع مطلق جذب حوالي 3 ملايين متابع عبر هذه المقاطع المبتكرة، حيث يتقمص شخصيات مختلفة ويؤدي المشاهد بطريقة طريفة ومتقنة في آن واحد.

ورغم أنه يعمل كمهندس في حياته المهنية، فإن موهبته في تقليد الأصوات والتمثيل على تيك توك فجّرت شهرته بشكل غير متوقع. هذا يثبت أن المنصة قد تكون مساحة لأي شخص ليبرز شغفه بغض النظر عن خلفيته.

أخيرًا، لا يمكن أن نغفل جانب محتوى الطعام كجزء من الترفيه على تيك توك. نجد على سبيل المثال حسين سلام (S7S) الذي اشتهر بتحديات الأكل وتجربة الأطباق الغريبة، مقدمًا محتواه بطريقة فكاهية تجمع بين المتعة والاستكشاف.

يتنقل حسين بين المطابخ العالمية ويجرب أطعمة غير مألوفة، ويتعاون مع مطاعم وعلامات تجارية لتسليط الضوء على منتجاتها الغذائية

هذا النوع من المحتوى جذب جمهورًا واسعًا من محبي الطعام والمغامرة معًا، حتى تُوّج عماد رامِن (Emad Ramen) مؤخرًا بلقب صانع المحتوى الغذائي لعام 2024 في نفس الحفل الذي ذكرناه.

هكذا نرى أن المحتوى الترفيهي على تيك توك السعودي متعدد الأوجه ويشمل مجالات ترفيهية شتى، مما يضمن أن يجد كل مستخدم ما يناسب ذوقه على هذه المنصة الفريدة.

فئة المحتوى التعليمي والثقافي

على الرغم من أن سمعة تيك توك ترتبط بالترفيه والرقص، إلا أن المنصة أصبحت أيضًا ساحة لتقديم محتوى تعليمي مفيد بطريقة إبداعية وسريعة. برز عدد من المؤثرين السعوديين الذين يقدمون معلومات ثقافية أو علمية مبسطة تناسب جمهور المنصة.

يتناول هؤلاء صناع المحتوى موضوعات متنوعة تمتد من العلوم والتاريخ إلى النصائح الحياتية واللغات وغيرها، ويعرضونها بأسلوب قصصي شيّق يجعل التعلم ممتعًا. من الأمثلة على ذلك حساب “وسامز” (Wissams) الذي اشتهر بتبسيط المواضيع العلمية والبيئية المعقدة في مقاطع قصيرة مدعومة بالصور والشرح السهل.

يطرح وسام قضايا عن الحياة البرية والتغيّر المناخي ومواضيع آنية، فيحوّل المعلومة الجافة إلى قصة مرئية جذابة يتناقلها الجمهور. وقد نجح عبر هذا الأسلوب في الوصول إلى شريحة كبيرة من المتابعين الذين يبحثون عن المعرفة السريعة عبر وسائل التواصل.

هناك أيضًا صناع محتوى تعليمي يركزون على تطوير الذات أو المجال المهني. على سبيل المثال، بعض الشباب السعودي يستخدم تيك توك لمشاركة نصائح دراسية أو طرق فعالة لتعلّم اللغة الإنجليزية أو اكتساب مهارات جديدة في التقنية وإدارة الوقت.

كما نجد خبراء وأكاديميين بدأوا بالظهور على المنصة لتقديم معلومات مبسطة من تخصصاتهم – كطبيب يشرح معلومة طبية مبسطة، أو معلّم لغة عربية يقدم دروسًا قصيرة في النحو بطريقة مرحة. هذا الاتجاه يدل على أن الجمهور متعطش ليس للترفيه فقط بل أيضًا للمعلومة السريعة التي تثري معارفه.

الجدير بالذكر أن تيك توك نفسها تدعم هذا التوجه التعليمي من خلال إطلاق جوائز ومبادرات لتشجيع المحتوى الهادف. فقد شهدنا فوز أحد المبدعين السعوديين بجائزة أفضل صانع محتوى تعليمي على مستوى المنطقة، الأمر الذي يعكس تنامي هذا النوع من المحتوى.

ومع استمرار هذا الزخم، من المتوقع أن نشاهد المزيد من المعلمين والمثقفين يدخلون عالم تيك توك لتقديم رسالتهم بأسلوب يتناسب مع الجيل الجديد.

فئة التكنولوجيا والألعاب

لم يغِب عشاق التقنية والألعاب عن ساحة تيك توك في السعودية، فهناك شريحة واسعة من المستخدمين تتابع بشغف كل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا عبر فيديوهات سريعة ومسلية.

وقد لمع في هذا المجال عدد من صناع المحتوى الذين يبسّطون المعلومات التقنية أو يستعرضون أحدث الأجهزة والتطبيقات بطريقة جذابة. من أبرزهم أسامة عصام الدين وهو تيك توكر سعودي متخصص في المحتوى التقني.

لدى أسامة أكثر من 2.1 مليون متابع على تيك توك وتجاوزت مقاطع الفيديو التي يشاركها حاجز 29 مليون إعجاب، حيث يقدم مراجعات للهواتف الذكية والأدوات التقنية ويشرح ميزاتها بأسلوب سهل يناسب المستخدم العادي.

أحد فيديوهاته الشهيرة حقق ملايين المشاهدات عندما قام بعرض مزايا تحديث خدمة iCloud من أبل وتجربة تفكيك هاتف آيفون لتحسين الكاميرا، مما جذب اهتمام الكثيرين من هواة التقنية.

وفي مجال الألعاب الإلكترونية، برز حساب @game.tech الذي يتابعه أكثر من 1.3 مليون شخص ويجمع بين التقنية والترفيه.

يركّز هذا الحساب على محتوى الألعاب والفيديوجيمز إلى جانب استعراض بعض الأدوات التقنية المخصصة للاعبين، كما يدمج أحيانًا مواضيع متعلقة بالموضة واللايف ستايل الشبابي في سياق تقنية الألعاب، ما يمنحه نكهة خاصة ويظهر مدى التنوع في اهتمامات جمهوره.

كذلك هناك العديد من الحسابات الناشئة التي يديرها شبان سعوديون شغوفون بالتقنية؛ فنجد من يقدّم شروحات برمجية للمبتدئين (مثل فتاة مبرمجة تعرض خطوات تعلم الكود بطريقة يومية مبسطة)، أو آخر يستعرض الحيل التقنية المخفية في الهواتف والتطبيقات المشهورة والتي تسهّل حياة المستخدمين.

يتميّز محتوى التقنية على تيك توك بأنه سريع الإيقاع ومباشر – فصانع المحتوى التقني أمامه ثوان معدودة لإيصال المعلومة أو استعراض المنتج. ومن الواضح أن المؤثرين السعوديين فهموا هذه المعادلة، فهم يركزون على نقطة تقنية معينة أو ميزة جديدة ويقدمونها بخفة ظل أو تحدٍ ممتع يجذب حتى من ليس لديه خلفية تقنية كبيرة.

هذا الأمر ساهم في توسيع دائرة المهتمين بالتكنولوجيا في المجتمع، حيث بات الجمهور يحصل على جرعته من الأخبار التقنية بأسلوب ترفيهي مختصر بدل الطرق التقليدية المطوّلة.

فئة الأطفال والمؤثرين الصغار

لم يقتصر عالم تيك توك على الكبار والشباب فقط، بل اقتحم الأطفال واليافعون المنصة أيضًا وأصبح لبعضهم شأن كبير كـ مؤثرين صغار. يستقطب المحتوى المتعلق بالأطفال عددًا هائلًا من المشاهدات، سواء كان يقدم مواقف طفولية طريفة أو مواهب مبكرة لدى الصغار أو حتى نصائح موجّهة لفئة المراهقين والشباب اليافع.

في السعودية، ظهرت أمثلة ملهمة لأطفال أصبحوا مشاهير على تيك توك بفضل تميزهم أو طرافتهم.

من هؤلاء تركي مبارك القحطاني الذي لم يتجاوز التاسعة من العمر، لكنه حاز إعجاب الكثيرين بذكائه الحاد وقدرته على رواية القصص وإلقاء الشعر بطلاقة تفوق سنّه.

يعيش تركي في إحدى قرى منطقة الرياض ويدرس في الصف الثالث الابتدائي، وقد بدأت شهرته عبر فيديوهات قصيرة يظهر فيها وهو يلقي قصائد أو حكمًا بشكل فصيح وكأنه أكبر من سنه. يتميز تركي بعفويته وذكائه الفذ الذي مكّنه من كسب قلوب المتابعين، حتى لُقّب في بعض المنصات بـ”النابغة الصغير”.

إن حضور طفل في هذا العمر على منصة مثل تيك توك بهذا التأثير يعكس كيف أصبح جيل اليوم أكثر تأقلمًا مع التقنية وقادرًا على استخدامها للتعبير عن نفسه منذ سن مبكرة.

مثال آخر هي رتيل الشهري التي لم تتجاوز الثالثة عشرة من عمرها، ولكنها تمكنت من إطلاق بودكاست شبابي خاص بها يحاور أبناء جيلها ويجيب على أسئلتهم. دفعها فضولها المستمر ورغبتها في إيجاد إجابات لما يدور في ذهنها إلى خوض هذه التجربة الفريدة، فأصبحت أصغر مقدمة بودكاست سعودية معروفة على منصات التواصل.

تظهر رتيل في مقاطع تيك توك لتروّج لحلقات بودكاستها أو تشارك مقتطفات منها، وتتناول فيه مواضيع تهم جيل المراهقين بأسلوب حواري سلس.

تجربة رتيل تُثبت أن صوت الجيل الجديد يجد له مكانًا على المنصات الرقمية إذا ما توفرت له البيئة والدعم، وتؤكد أن التأثير لا يُقاس بالسن بل بالمحتوى والقيمة التي يقدمها الشخص حتى لو كان صغيرًا.

بالإضافة إلى هذين المثالين، هناك العديد من الحسابات التي يقدّم أصحابها الصغار محتوى مرحًا يتناسب مع أعمارهم، وغالبًا ما يكون بإشراف ودعم من الأهل.

كفيديوهات لأطفال يؤدون رقصات تراثية أو حديثة بشكل ظريف تنتشر عبر الترند، أو أطفال يجرّبون ألعابًا جديدة أمام الكاميرا ويعطون انطباعاتهم بعفوية، مما يشكل مزيجًا من الترفيه واللطافة يجذب ملايين المشاهدات.

لا شك أن ظهور المؤثرين الصغار أضاف بعدًا جديدًا لمنصة تيك توك في السعودية، وجعلها وجهة آمنة إلى حد كبير للمحتوى المناسب للعائلة عندما يكون تحت المتابعة. ومع تنامي هذه الظاهرة، من المهم أيضًا مراعاة خصوصية الأطفال وحمايتهم أثناء رحلتهم في عالم الشهرة الرقمية.

لماذا التعاون مع المؤثرين السعوديين مفيد للعلامات التجارية؟

بعد استعراض أبرز المؤثرين السعوديين على تيك توك في مختلف المجالات، يأتي السؤال الأهم للشركات: ما الجدوى من التعاون معهم؟ والإجابة باختصار: جدوى كبيرة للغاية إذا ما تم الاختيار بطريقة مدروسة.

إليك بعض الأسباب المدعومة بالمؤشرات:

• الوصول إلى جمهور واسع ومتنوع: يتمتع مشاهير تيك توك السعوديون بمتابعين بأعداد ضخمة ضمن شريحة الشباب والمراهقين بشكل خاص. التعاون مع مؤثر لديه مليون متابع فأكثر يعني إيصال رسالتك التسويقية إلى جمهور قد يفوق ما تحققه وسائل الإعلان التقليدية. والأهم من العدد هو التنوع؛ فكما رأينا هناك مؤثرون في الكوميديا والرياضة والجمال والتعليم وغيرها، وبالتالي تستطيع كل علامة تجارية إيجاد الشخص المناسب الذي يصل إلى الفئة المستهدفة تحديدًا. على سبيل المثال، مؤثرة تجميل لديها متابعون بالملايين مثل روان تتمتع بمعدل تفاعل يتجاوز 7% من جمهورها – رقم عالي في عالم السوشيال ميديا – مما يعني أن الإعلان عبرها سيحظى بتفاعل حقيقي من الآلاف.

• معدلات التفاعل والثقة العالية: المؤثرون على تيك توك ليسوا مجرد ناقلين لإعلان، بل لديهم جمهور وفيّ يتابعهم بتفاعل مستمر ويثق بتوصياتهم. كما أسلفنا، حوالي 70% من المستهلكين في السعودية يثقون بآراء المؤثرين أكثر من الإعلانات المباشرة. هذه الثقة بُنيت عبر فترة من التواصل والتفاعل اليومي الذي يجعل المتابع يشعر وكأنه يعرف صانع المحتوى شخصيًا. وعندما يقوم هذا المؤثر بتزكية منتج أو خدمة، يشعر المتابع أنه يأخذ نصيحة من صديق موثوق. وهذا يترجم إلى نتائج فعلية مثل زيادة المبيعات وارتفاع الوعي بالعلامة التجارية. بل إن كثيرًا من الشركات لاحظت ارتفاعًا في الطلب على منتجاتها فور تعاونها مع أحد نجوم تيك توك السعوديين، حتى أن بعض المنتجات نفدت من السوق بسرعة بسبب إقبال جمهور المؤثر عليها بعد ظهوره بها.

• المحتوى الإبداعي والأصيل: يتميز المؤثرون السعوديون بفهمهم العميق لثقافة مجتمعهم وتقاليده، ما يجعلهم قادرين على تطويع الرسائل الإعلانية بشكل إبداعي يتناسب مع الذوق المحلي. عند التعاون مع مؤثر، فهو لن يقدم إعلانًا جامدًا، بل سيبدع طريقة لدمج المنتج أو الخدمة في سياق قصصي ممتع أو تحدٍ طريف أو تجربة فعلية صادقة. هذا النوع من المحتوى الأصيل غير المصطنع يزيد من قابلية تقبل الجمهور للرسالة التسويقية، ويحقق معدل تفاعل أعلى من الإعلانات التقليدية. وقد وجدت دراسة حديثة أن أبرز دوافع ثقة الجمهور السعودي بالمؤثر هو قدرتهم على إظهار حياة واقعية تشبه حياة المتابعين (بحوالي 69% من العينة) وتقديمهم أدلة ومعلومات صادقة عند الترويج. لذا فالتعاون مع مؤثر قادر على سرد قصة مقنعة حول منتجك سيكون له تأثير أعمق بكثير من مجرد إعلان مباشر.

• قياس الأداء بسهولة: بفضل طبيعة المنصة الرقمية، يمكن للعلامات التجارية تتبع نتائج حملة المؤثر بشكل فوري تقريبًا – من حيث عدد المشاهدات، الإعجابات، التعليقات، وحتى التحويلات وزيارات الموقع التي تأتي عبر رابط يشاركه المؤثر. هذه البيانات تساعد الشركات على قياس عائد الاستثمار (ROI) بدقة لكل حملةInfluencer Marketing تقوم بها في السعودية، ومقارنتها بأشكال التسويق الأخرى. وعادة ما تُظهر الأرقام أن حملة مؤثر مؤهل تحقق وصولاً وتفاعلاً أعلى بكلفة أقل نسبيًا مقارنة بالإعلانات المدفوعة على منصات أخرى. لهذا ليس مستغربًا أن يصل حجم الإنفاق على التسويق عبر المؤثرين في السعودية إلى قرابة 95 مليون دولار بحلول 2025، مع نمو سنوي متواصل، مما يعكس ثقة الشركات بجدوى هذا الأسلوب التسويقي.

باختصار، التعاون مع مؤثري تيك توك السعوديين يمنح العلامات التجارية مفتاحًا للوصول السريع والمؤثر إلى قلوب الجمهور. السر يكمن في اختيار المؤثر المناسب لقيم العلامة ورسالتها، وضمان أن يكون المحتوى المقدم متسقًا مع أسلوبه المعتاد كي يأتي الإقبال والتفاعل طبيعيًا.

وعندما يتحقق هذا التوافق، تكون النتيجة محتوى تسويقي عالي الانتشار والتأثير قد يفوق التوقعات.

كيفية الاستفادة التجارية: زيادة المتابعين وفرص التعاون

بعد فهمنا لقوة تأثير مشاهير تيك توك في السعودية، قد يتساءل أصحاب المشاريع والأفراد الطموحين: كيف يمكننا الاستفادة تجاريًا من هذه الظاهرة؟ هناك مساران رئيسيان يمكن اتباعهما، ويفضل الكثيرون الجمع بينهما لتحقيق أفضل نتيجة:

1. شراء متابعين تيك توك حقيقيين في السعودية:
إن بناء قاعدة كبيرة من المتابعين بشكل عضوي قد يستغرق وقتًا وجهدًا طويلين، خاصة مع حدة المنافسة على المنصة. لذلك يلجأ البعض إلى شراء متابعين تيك توك في السعودية كوسيلة سريعة لمنح حسابهم دفعة أولية.

ولكن من الضروري التأكيد على أهمية أن يكون هؤلاء المتابعون حقيقيين ونشطين، فشراء أعداد كبيرة من الحسابات الوهمية أو غير الفعالة قد يضر أكثر مما ينفع. المتابعون الحقيقيون الذين يتم اكتسابهم عبر خدمات موثوقة سيساهمون في رفع مصداقية الحساب وإعطائه مظهرًا جذابًا للمستخدمين الجدد.

فعندما يرى الزائر لحسابك عددًا كبيرًا من المتابعين، تزيد فرصة ضغطه على زر المتابعة اقتناعًا منه بأن المحتوى يستحق ذلك (هذه الظاهرة تُعرف بتأثير الدليل الاجتماعي). لذا، إن كنت تنوي الاستثمار في زيادة متابعي تيك توك، احرص على اختيار مزوّد خدمات ذو سمعة جيدة يقدم متابعين من جمهور مستهدف حقيقي يتفاعل مع المحتوى.

بذلك، ستحصل على نمو سريع و تفاعل حقيقي في آن واحد.

2. التعاون مع المؤثرين السعوديين للترويج:
الاستراتيجية الأخرى الفعّالة هي توظيف المؤثرين للترويج لمنتجاتك أو خدماتك. وقد أصبح هذا النهج شائعًا حتى بين المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وليس حكرًا على العلامات الكبرى. السر يكمن في العثور على مؤثر يتقاطع محتواه مع مجال عملك أو جمهورك المستهدف.

على سبيل المثال، لو كنت تسوّق لمستحضرات تجميل، يمكنك التعاون مع إحدى خبيرات التجميل السعوديات اللواتي تحدثنا عنهن مثل خديجة أشرف أو خلود العتيبي.

المؤثرة ستقوم بإنشاء محتوى إبداعي يعرض المنتج ضمن روتينها اليومي أو كتوصية شخصية لمتابعيها، مما يجعل الإعلان ضمنيًّا وغير مباشر لكنه بالغ التأثير.

وبالمثل، إذا كان لديك تطبيق تقني جديد، فالتعاون مع صانع محتوى تقني مثل أسامة عصام سيوصل رسالتك إلى عشاق التقنية بطريقة موثوقة.

ليس من الضروري دائمًا استهداف أصحاب الملايين من المتابعين؛ أحيانًا قد يكون المؤثرون المتوسطو المتابعين (الميكرو) أكثر جدوى إذا كان لديهم تفاعل قوي ضمن niche محدد.

المهم هو قياس نتائج الحملة بعد إطلاقها – راقب الزيادة في المبيعات أو التحميلات أو حركة المرور بعد تعاونك مع المؤثر لمعرفة مدى النجاح.

3. إنشاء حملات وتحديات خاصة بك:
كذلك تستطيع الشركات خلق تحدي أو هاشتاغ خاص بها على تيك توك ودعوة الجمهور والمؤثرين للمشاركة فيه. هذه طريقة غير مباشرة لتحفيز المحتوى الذي ينشئه المستخدمون (UGC) ونشر اسم علامتك بتكلفة منخفضة.

على سبيل المثال، أطلقت بعض العلامات تحديات رقص أو سؤالاً تفاعليًا مع جائزة لأفضل مشاركة، فانتشر الهاشتاغ كالنار في الهشيم وحقق ملايين المشاهدات – وكلها دعاية مجانية للعلامة.

بطبيعة الحال، يُستحسن إشراك عدد من المؤثرين سلفًا في الحملة لبدء الزخم، ثم سيتكفل الجمهور بالباقي إن كانت الفكرة جذابة. هذا الأسلوب يعزز علاقة الجمهور بالعلامة التجارية عبر مشاركتهم الفعالة، ويخلق ارتباطًا عاطفيًا أقوى من مجرد المشاهدة.

في النهاية، النجاح التجاري على تيك توك يتطلب مزيجًا ذكيًا من زيادة الحضور الكمي (عدد المتابعين) والنوعي (تفاعل الجمهور)، واستغلال طبيعة المنصة الابتكارية.

سواء اخترت الاستثمار في شراء متابعين حقيقيين لإعطاء دفعة انطلاقة، أو فضّلت التسويق عبر المؤثرين لإضفاء المصداقية والوصول لشريحة معينة، تذكّر أن المحتوى الجيد والمميز هو الأساس. فحتى لو حصلت على آلاف المتابعين الجدد، سيبقى المحتوى الملك في إبقائهم متفاعلين ومهتمين بما تنشره.

خاتمة: ادعم انتشارك على تيك توك الآن

لا شك أن مشاهير تيك توك في السعودية أصبحوا جزءًا لا يتجزأ من المشهد الإعلامي والاجتماعي، وتأثيرهم يمتد من صيحات الموضة إلى عادات الشراء وحتى أسلوب التربية والتعليم.

وقد استعرضنا في هذا المقال أبرز المؤثرين السعوديين في مجالات متعددة، وتطرقنا إلى فرص التعاون التجاري معهم وكيف يمكن للشركات والأفراد الاستفادة من هذا الزخم الرقمي. إذا كنت صاحب مشروع أو صانع محتوى طموح، فإن دخول عالم تيك توك بقوة لم يعد خيارًا ثانويًا بل ضرورة لمواكبة العصر.

ابدأ الآن ببناء استراتيجيتك – سواء عبر تعزيز حسابك وزيادة متابعيك أو عبر إطلاق حملة إبداعية بالتعاون مع أحد النجوم الرقميين.

إن كنت تبحث عن دعم احترافي لتحقيق هذه الأهداف، فإننا في buy-tok.com نوفر لك كل ما تحتاجه للانطلاق.

من خدمات زيادة متابعين تيك توك الحقيقيين إلى استشارات وحملات تسويقية متكاملة على المنصة، خبراؤنا جاهزون لمساعدتك على تحقيق الانتشار المطلوب وصناعة اسمك بين المنافسين.

اكتشف خدماتنا لزيادة متابعينك الآن، واغتنم قوة تأثير تيك توك لصالحك. فمن يدري؟ لعلّ مقطعك القادم يصبح هو الترند التالي على مستوى المملكة! 🚀